غزة لله درك أحييت المسلمين
قال الله تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (الأحزاب:9)
قطاع غزة بات رقما صعبا ونموذج يرتقى ويتطلع له في الثبات والاقدام والإصرار بعدما من الله عليه بصمود منقطع النظير أمام وحشية الصهاينة المجرمين.
لكن مع قطاع غزة لنا وقفة فما حدث وما رأيناه لم يكن ليأتي صدفة ونتائجه - لكل ذي بصيرة - إنما هي وليدة أسباب وأعمال بعد فضل الله ومنه.
ومما يدل على أثر هذا العمل أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد أمر بتشكيل فريق من خبراء الاستخبارات والقانون لجمع الأدلة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة بحيث يتم استخدامها للدفاع عن القادة العسكريين في أي مقاضاة محتملة في المستقبل.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت» [قال الألباني: سند صحيح لولا أنه مرسل]. وهم نفر من كفار قريش تحالفوا في الجاهلية أن ترد الفضول على أهلها، وألا يعز ظالم مظلوما واستطاعوا رد عدد من المظالم.
"وكل الإنجازات تتطلب تضحيات، ولو كان الإنجاز يتحقق بدون تضحية لكان أولى الناس بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا بد للحق من قوة، ولو كان الحق يستغني عن القوة لم يسلك النبي صلى الله عليه وسلم طريق الجهاد، إن أحداث غزة فرصة لمراجعة مفاهيمنا ووزنها بالقرآن والسيرة، وليس بأن نجعلها باباً لترهيب الأمة من أعداء لا يرقبون فيها عهداً ولا يثبتون له حقاً"
فبعد شهر من الحصار للمدينة المسلمة الوحيدة في كل العالم جاءت النتيجة باندحار المشركين واليهود كما في قوله تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً} [سورة الأحزاب: 25-27].
فقال رسول الله الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): «الآن نغزوهم ولا يغزوننا» [رواه البخاري]، وفي هذا يقول اللواء الركن محمود شيت خطاب في كتابه (الرسول القائد): "لقد انتقل المسلمون من دور الدفاع إلى دور الهجوم في اليوم الذي انتهت به غزوة الأحزاب لذلك قال الرسول لأصحابه بعد انسحاب الأحزاب «الآن نغزوهم ولا يغزوننا» [رواه البخاري]".
وبدأ التقدم الإسلامي الذي اكتسح الدنيا منذ ذلك اليوم..
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [سورة الحج: 39-40].
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة» [رواه مسلم].
كتب / محمد فتحى
المشرف على
القسم الاسلامى